ما معنى العاصمة الثقافية ان لم تجمع المهتمين و تتقدمهم و ان لم تعصمهم مما يحذرون؟
يتساءل الناس هل يمكن الان تقييم ما عرف ب تظاهرة العاصمة الثقافية. المشكل هو :
اولا ان المهتمين بالموضوع لايعتبرون النقاش حول الاسباب و المآخذ جديرا بهم. اذ يعتبرون ان مقامهم لا يليق به الا تصريح يقدمونه لمراسل اذاعة او تلفزة (و يغفلون عن ان بعض هؤلاء متحيل) حول مسالة "كبرى" من نوع التركيبة الحكومية او ملف قرض. (و هذا يعكس احيانا اعتقادهم ان مهنتهم تكفل لهم ما يحتاج غيرهم من اجله للعمل اليومي لكسب الناس).
ثانيا: ما يجب علينا مناقشته اذا تندرج فيه مسائل هامة من نوع: لماذا ننفق المال على كراء الرافعات و اشباء اخرى زائلة مثل معلقات عملاقة تحمل اسمي المنشطة التونسية و المنشط المصري ، في حين تركنا العمارات المقابلة لباب الديوان قبيحة المنظر بلا طلاء (علما ان من يقول انها ملك خواص نرد عليه ان الرافعات ايضا كذلك و الابواق التي تصم الاذان بلا حاجة)، و تركنا مبنى الكنيسة بلا صيانة و قد بدات الجدران تتاكل في عدة مواضع و يظهر الحديد مما يتطلب صيانة وقائية تختزل المصاريف المستقبلية.
ايضا منذ البداية لوحظ غياب وضوح الرؤية لدى من خطط للتظاهرة كصفقة اقتصادية ستدر الارباح حسب ظنه حتى على سواق التاكسي ، و ليس كمسار تثقيفي للشباب و المواطنين و حتى المنظمين انفسهم ، يتم فيه التذكير بالقديم العبقري و نشره ، و التعريف بالجديد من الادب و الشعر و الخصوصيات الفنية للجهات و الدول العربية ، و تعميم اخر الابحاث و التقنيات المكتشفة ....الخ.... و ذلك ما يجلب الاكاديميين و الرواد و السياح و الحركية الفعالة العفوية التي وحدها تخلق الحراك الاقتصادي.
في هذا الباب لاحظوا اننا لا نترك حتى المصور يجتهد بنفسه لالتقاط الصور بل نطالب أجَلّ شخصية ادبية ان تتجمد دقائق مضحكة امام الكاميرا !!!!
المشكل في هذا امران:
* الاصل الايحائي المحتمل. حيث ان المشهد يدل على الطبيعة الاتباعية لفكر الفاعل.
* المفعول التعليمي الضار المؤكد ،من خلال مفعول التعلم السلبي، على الشباب الذي سيقلد كل ما نفعله خاصة و الامر يتعلق بالتكنواوجيا تلك المهنة المجيدة و المريحة و المربحة.
و هذا يفسر جزئيا انعدام الخلق و الابتكار في مواضع عديدة.
و علينا كعرب و كمهتمين بالثقافة ان ننظم تظاهرة تبدا تلى الاقل في الانترنت نسميها « صفاقس منارة الثقافة العربية-المتوسطية » لنري الناس ان التعاون و الديمقراطيةهما الكفيلان بإنجاح العمل الثقافي.